مما لا شك فيه أن كثرة الكلام والضجيج الذى يحدث نتيجة كثرة الإطراء في الحديث من الأشياء غير المرغوب فيها، فكما قيل من عدة قرون «خير الكلام ما قل ودل»
هناك الكثير من المقولات التي توارثناها عن أدبائنا العظماء، والشخصيات العامة سواء كانت أدبية أو دينية أو تاريخية، اختلفت المقولات وتعددت، تلك التي تحث على الإقلال من كثرة الثرثرة وكثرة الكلام الذى لا جدوى منه، فكثرة الكلام لا تدل على المعرفة اطلاقاً بل أحيانا تدل على فراغة العقل لأن من قل كلامهم هم فقط هؤلاء المثقلين بالمعرفة والعلم، هناك الكثير من تلك المقولات التي تدل على ترسيخ مبدأ خير الكلام ما قل ودل، كتلك المقولة التي يستعين بها البعض كدليل على ترسيخ مبدأ عدم النطق سوى بالكلام المفيد فقط، «كلامك كدوائك إن قللت منه شفيت، وإن أكثرت منه قتلت» وكلمات كثيرة قد تتردد على مسامعك منها ما تتعاطف معه ويحدث يقينا بداخلك ومنهم ما تحدث نفورا بداخلك وكل شخص يختلف عن الآخر.
د تتعرض لبعض الكلمات القليلة التي تحدث تأثيرا كبيرا في شخصيتك أي أن التأثير والتأثر بالكلمات ليست بكثرة عدد كلماتها، ولكن الفيصل الوحيد في ذلك هو أن يكون الكلام موزونا بالقدر الكافى الذى يجعل الشخص الآخر يكمل تلقي المعلومة أو استكمال الحديث بنفس الشغب والرغبة في المعرفة دون ملل أو رغبة في قطع الحديث وإنهائه وهنا تعرف قيمة المقولة العظيمة «خير الكلام ما قل ودل».
قد يعمل الناس بتلك المقولة – خير الكلام ما قل ودل – وقد لا يعملون بها ليس لأنها خطأ أو لعدم اقتناعهم بمصداقية تلك الحكمة ولكن يرجع السبب إلى إيمانهم بأن هناك طريق ثان أفضل يساعدهم على إيصال معلوماتهم للآخرين ويجعلهم يتواصلون بشكل أفضل، فالأشخاص مختلفون تماما من ناحية طريقة التفكير، والبيئة والنشأة وغيرها من العوامل التي قد تؤثر على اختلاف آليات التفكير الشخصي للأشخاص.
مع تحيات
Hossam Hamouda
malak.com@gmail.com